حدّث عمر بن عبدالعزيز ( الراوي ) عن داود الرِّقّي قال: كنتُ عند أبي عبدالله الصادق عليه السّلام فدخَلَتْ عليه حبّابة الوالبيّة، وكانت خيّرة، فسألَتْه عن مسائلَ في الحلال والحرام، فتعجّبنا مِن حسن تلك المسائل إذْ قال لنا: ما رأيتُ سائلاً أحسنَ مِن حبّابةَ الوالبيّة! فقلنا: جُعِلنا فداك، لقد وقّرتَ ذلك في عيوننا وقلوبنا.
قال: فسالت دموعها، فقال لها الصادق عليه السّلام: ما لي أرى عينيك قد سالتا ؟!
قالت: يا ابنَ رسول الله، داءٌ قد ظهر بي من الأدواء الخبيثة.. وإنّ قرابتي وأهل بيتي يقولون قد أصابتها الخبيثة، ولو كان صاحبها كما قالت مفروضَ الطاعة لَدعا لها، وكان الله تعالى يُذهِب عنها! وأنا ـ واللهِ ـ سُرِرتُ بذلك، وعلمتُ أنّه تمحيص وكفّارات، وأنّه داء الصالحين.
فقال لها الصادق عليه السّلام: وقد قالوا أصابَتْكِ الخبيثة ؟!
قالت: نعم يا ابنَ رسول الله.
فحرّك الصادق عليه السّلام شفتَيه بشيءٍ ما أدري أيَّ دعاءٍ كان، فقال: ادخلي دار النساء حتّى تنظري إلى جسدك.
قال: فدخلت.. ثمّ قامت، فلم يبقَ في جسدها شيء.
فقال عليه السّلام: اذهبي الآنَ إليهم وقولي لهم: هذا الذي يُتقَرَّب إلى الله تعالى بإمامته.

المصدر :
{
بحار الأنوار للشيخ المجلسي 121:47 / ح 169 }.