عن أبي عبد الله (ع) قال: سأل علي (ع) رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير قوله: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال: يا علي ان الوفد لا يكون إلا ركبانا أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله واختصهم ورضي اعمالهم فسماهم الله المتقين
ثم قال:
يا علي أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ.
وفي حديث آخر قال: إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت وجلالها الإستبرق والسندس وخطامها جدل الأرجوان وأزمتها من زبرجد فتطير بهم إلى المحشر، مع كل رجل منهم الف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم
وعلى باب الجنة شجرة، الورقة منها يستظل تحتها مائة الف من الناس وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية فيسقون منها شربة فيطهر الله قلوبهم من الحسد ويسقط عن أبشارهم الشعر وذلك قوله: وسقاهم ربهم شرابا طهورا من تلك العين المطهرة
ثم يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها وهي عين الحياة فلا يموتون ابدا ثم يوقف بهم قدام العرش وقد سلموا من الآفات والاسقام والحر والبرد ابدا،
قال: فيقول الجبار للملائكة الذين معهم احشروا أوليائي إلى الجنة ولا تقفوهم مع الخلائق فقد سبق رضائي عنهم ووجبت رحمتي لهم فكيف أريد ان أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات فتسوقهم الملائكة إلى الجنة
فإذا انتهوا إلى باب الجنة الأعظم ضربوا الملائكة الحلقة ضربة فتصر صريرا فيبلغ صوت صريرها كل حوراء خلقها الله وأعدها لأوليائه فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة ويقول بعضهن لبعض قد جاءنا أولياء الله فيفتح لهم الباب فيدخلون الجنة
فيشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين فيقلن مرحبا بكم فما كان أشد شوقنا إليكم، ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك،
فقال علي (ع): من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا علي هؤلاء شيعتك وشيعتنا المخلصون (لولايتك ط) وأنت إمامهم وهو قول الله: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا
تفسير القمي – علي بن إبراهيم القمي – ج ٢ – الصفحة ٥٤