بسم الله الرحمن الرحيم

يتنافس بعض الشيوخ والمراجع بالسباق لزعم الأعلمية ويتنافس اتباع المراجع ايضا في هذا السباق وكل يقول مرجعي هو الأعلم

ولا نعلم كيف تقاس اعلمية الشخص , هل تقاس حسب الوزن بالكيلو  , ام تقاس على بكثرة الأتباع ام تقاس حسب الشهرة الاعلامية في الوقت الحاضر ؟

وهل أوصى اهل البيت عليهم السلام باتباع مرجع واحد ؟ الجواب كلا

اساس التقليد هو قول الامام العسكري عليه السلام هو ايجاد شخص تنطبق عليه مواصفات هذه الرواية

أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن أبي محمد العسكري ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ) (1) قال : هذه لقوم من اليهود ـ إلى أن قال : ـ وقال رجل للصادق ( عليه السلام ) : إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب ، إلا بما يسمعونه من علمائهم ، فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا ، يقلدون علماءهم ـ إلى أن قال : ـ فقال ( عليه السلام ) : بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة ، وتسوية من جهة ، أما من حيث الاستواء ، فإن الله ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم ، كما ذم عوامهم ، وأما من حيث افترقوا ، فإنّ عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح ، وأكل الحرام ، والرشاء ، وتغيير الأحكام ، واضطروا بقلوبهم إلى أن من فعل ذلك فهو فاسق ، لا يجوز أن يصدق على الله ، ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم ، وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر ، والعصبية الشديدة ، والتكالب على الدنيا وحرامها ، فمن قلد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم ، فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لامر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه ، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم ، فان من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامة ، فلا تقبلوا منهم عنا شيئاً ، ولا كرامة ، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك ، لأن الفسقة يتحملون عنا ، فيحرفونه بأسره لجهلهم ، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم ، وآخرون يتعمدون الكذب علينا

الاحتجاج 457  :

مروية في تفسير البرهان ج1 ص 118,ط الرحلي القديم

فشروط التقليد , جميعها لا تتضمن شيئا اسمه اعلم عالم , انما يشترط العلم على المرجع بحيث لايقلد العامي عاميا مثله

بنفس الوقت ليس بزعم المرجع الاعلم انما الشروط هي ان يكون فقيها لان الرواية تقول من الفقهاء

وثانيا حافظا لدينه بحيث لايكون شخصا تاركا للدين وتارك لادابه والعمل فيه

مخالفا لهواه

مطيعا لأمر مولاه وهو امام زمانه , بحيث لايترك كلام الامام وتعاليمه لرأيه او تغاضيا عن حكمه

فاذا وجدت شخصا بهذه المواصفات , لك ان تقلد هذا الفقيه , وثم يختم الامام قوله ولا يكون ذلك الا في بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم

اذا هناك اكثر من مرجع حسب كلام الامام وتقلد الفقيه الذي ترى فيه هذه الشرائط , ومرجعك هذا ليس افضل من غيره ولا انت افضل من غيرك كونك تتبع هذا المرجع

الا ان كان باقي الفقهاء قد خالفوا جميع هذه الشروط , وهذا شبه مستحيل ان يكون مرجعي او مرجعك هو الوحيد على الحق وكل فقهاء شيعة اهل البيت عليهم السلام على ضلال

فاذا لجميع من يقلد اي مرجع , ليعلم انه لايوجد شيء اسمه الاعلمية وهذا الأمر لايكون الا للنبي وآله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين

فمن يحفظ الاحاديث , تجد مرجعا آخرا ربما يحفظ ذات العدد من الاحاديث ولكن غير التي يحفظها المرجع الفلاني

او قد تجد فلانا اطلع على الفقه في باب , وآخر قد اطلع اكثر منه على الفقه في باب آخر

وهكذا , فغير النبي وآله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لايسمون بالاعلم ولا يبلغ احدهم شيئ اسمه الاعلمية

وكل التعصب من بعض العوام او الفقهاء باسم الاعلمية انما هو غرور ادخله الشيطان الى قلوبهم للاسف ليفرق الشيعة ويحزبهم الى احزاب ومراجع بعيدا عن النبي وآله

فيكفر الناس بعضهم بعضا ويفسق بعضهم بعضا بسبب تعصب كل واحد منهم لمرجعه