رسول الله صلى الله عليه و اله يسمي من يتتبع عورات المؤمنين بانه ممن آمن لسانه ولم يؤمن قلبه

، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله صلى الله عليه وآله: ” عورة المؤمن على المؤمن حرام ” قال: ليس هو أن ينكشف ويرى منه شيئا إنما هو أن يروي عليه

: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شئ يقوله الناس: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال:
ليس حيث تذهب إنما عورة المؤمن أن يراه يتكلم بكلام يعاب عليه، فيحفظه عليه ليعيره به يوما إذا غضب

، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ فقال: نعم، قلت: يعني سفيله؟ قال: ليس هو حيث تذهب إنما هو إذاعة سره

أبي بردة قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم انصرف مسرعا حتى وضع يده على باب المسجد ثم نادى بأعلى صوته: يا معشر من آمن بلسانه، ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه، ولو في جوف بيته

عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال:
قلت له: جعلت فداك الرجل من إخواني يبلغني عنه الشئ الذي أكره له فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات، فقال لي: يا محمد كذب سمعك وبصرك عن أخيك فان شهد عندك خمسون قسامة، وقال لك قولا فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به، وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال الله عز وجل: ” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة “

قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أذاع فاحشة كان كمبتديها ومن عير مؤمنا بشئ لا يموت حتى يركبه

عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما

عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقابا البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وأن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

: قال الصادق عليه السلام: من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها، ولم يستغفر الله له، كان عند الله كعاملها وعليه وزر ذلك الذي أفشاه، عليه وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور عليه في الآخرة، ثم يجد الله أكرم من أن يثني عليه عقابا في الآخرة، وقال: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه، وهدم مروته، ليسقطه من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان

قال الصادق عليه السلام: إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنة فمن أذنب ذنبا كبيرا رفع عنه جنة، فإذا عاب أخاه المؤمن بشئ يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه، ويبقى مهتك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة وفي الأرض على ألسنة الناس ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه، ويقول الملائكة الموكلون به: يا ربنا قد بقي عبدك مهتك الستر، وقد أمرتنا بحفظه؟ فيقول عز وجل: ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته، فارفعوا أجنحتكم عنه فو عزتي لا يؤول بعدها إلى خير أبدا

المصدر

بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٧٢ – الصفحة ٢١٦

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *